تاريخ واحداث
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فزع الكون وما فيه وارتبكت عقارب الزمان وسقطت سيوف الفرسان، ولم يبق للعاصفة في صدمتها الأولى إلا «أبو بكر»، فغرز قدمه النحيلة في الأرض وعلق عنقه الطويلة بالسماء وصد بصدره الرياح وأكمل مسيرة صاحبه فحرس الأرض وأمن حماها وحرثها وسقاها وسلمها للعبقري «عمر» ليستأنف رعايتها ويضاعف خيرها.. فلولا (دلو) أبي بكر ما كانت (دلاء) الفاروق، والله قدير..
وفي نهاية القرن الأول، وسط عائلة بني أمية المتوغلة بمخالب حكم عاض، استطاع سليمان بن عبد الملك أن يكسر سلسلة التوريث مؤقتًا بانحناءة شجاعة بعيدة قليلًا عن المسار وفريدة في تاريخنا الإسلامي ما بعد الراشدين، فرشح للأمة ذا كفاءة لم يكن الأولى في شجرة العائلة، وأهدى للتاريخ رجلًا نادرًا هو عمر بن عبد العزيز.. فلولا استفاقة سليمان ما كانت معجزة عمر، والله قدير.
بعد قرون شبه معتمة في بلاط حكام المسلمين ووسط واقع شعبي صخري جاف وتناحر وتقاتل برز نجم نور الدين محمود بإيمان يشبه إيمان أبي بكر وعزيمة كعزيمة عمر وزهد كزهد ابن عبد العزيز فجمع شتات الأمة ولملم ضفائرها وهيأ الدولة وزينها للنبيل صلاح الدين.. فلولا جذوة نور الدين ما اهتدى صلاح الدين، والله قدير.
وبعد عقود أصاب الأيوبيين ما أصاب السابقين فخرج إلينا قطز من ثقب جدار التاريخ دون سابق إنذار لمهمة مستحيلة ليقول: أنا لها. فوقّع البطل حضورًا سريعًا في ديوان الحكام الكرام وفلتات الزمان، ثم أعطى مفتاح بوابة دولة المماليك للعملاق بيبرس.. فلولا مفتاح قطز ما ولج الظاهر، والله قدير.
في تاريخنا.. صناعة البطل أو تمهيد الواقع له «بطولة تفوق بطولة البطل»؛ وذلك يصدق في التربية والدعوة والسياسة والفنون، وكل شأن فيه قدوة ومقتد.
منقول عن اﻷستاذ /كارم عبد الغفار
جزاه الله خيرا وبارك فيه وله ونفع به وثبته
منقول عن اﻷستاذ /كارم عبد الغفار
جزاه الله خيرا وبارك فيه وله ونفع به وثبته
هذه صوره مبسطه عن تاريخ الامه فى عهد العظماء نسال الله لهم المغفره وارحمه
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق