من أول من تكلم بالعربية ؟
اول من تكلم العربية قال القرطبي في تفسيره عن أول من تحدث باللسان
العربي ما يلي : واختلف في أول من تكلم باللسان العربي ، فروي عن كعب
الأحبار أن أول من وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها وتكلم بالألسنة
كلها آدم عليه السلام ، وقاله غير كعب الأحبار . وقد ذكر كعب الأحبار ذلك
بقوله : أول من تكلم بالعربية جبريل عليه السلام ، وهو الذي ألقاها على
لسان نوح عليه السلام ، وألقاها نوح على لسان ابنه سام . ورواه ثور بن زيد
عن خالد بن معدان عن كعب ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن عشر سنين " ، وقد روى
أيضا : أن أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان ، وقد روي غير ذلك . وقد نقل
القرطبي عن الثعلبي أن آدم عليه السلام قال عندما قتل قابيل أخاه هابيل
شعراً عربياً موزوناً ، يقول : تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر
قبيح تغير كل ذي طعم ولون ... وقل بشاشة الوجه المليح ثم استدرك ، قال
القشيري وغيره قال ابن عباس : ما قال آدم الشعر ، وإن محمدا والأنبياء لهم
في النهي عن الشعر سواء ، لكن لما قتل هابيل رثاه آدم وهو سرياني ، فهي
مرثية بلسان السريانية أوصى بها إلى ابنه شيث وقال : إنك وصيي فاحفظ مني
هذا الكلام ليتوارث ، فحفظت منه إلى زمان يعرب بن قحطان ، فترجم عنه يعرب
وجعله شعرًا. وفي التعليق على تفسير القرطبي ، قال الآلوسي : ذكر بعض علماء
العربية أنه في ذلك الشعر لحنا ، أو إقواء ، أو ارتكاب ضرورة . والأولى
عدم نسبته إلى يعرب أيضا؛ لما فيه من الركاكة الظاهرة ، وقال أبو حيان في
"البحر" : ويروى بنصب "بشاشة" من غير تنوين على التمييز ، ورفع " الوجه
المليح " وليس بلحن . وانتهى القرطبي في حديثه إلى الرأي التالي : الصحيح
أن أول من تكلم اللغات كلها من البشر آدم عليه السلام ، والقرآن يشهد له ،
قال الله تعالى : (وعَلَّم آدَمَ الأسْماءَ كُلَّها) واللغات كلها أسماء ،
فهي داخلة تحته ، وبهذا جاءت السنة ، قال صلى الله عليه وسلم : "وعلم آدم
الأسماء كلها حتى القَصعةَ والقصيعةَ" وما ذكروه يحتمل أن يكون المراد به
أول من تكلم العربية من ولد إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام ،
وكذلك إن صح ما سواه فإنه يكون محمولا على أن المذكور أول من تكلم من
قبيلته بالعربية ، بدليل ما ذكرنا ، والله أعلم ، وكذلك جبريل أول من تكلم
بها من الملائكة وألقاها على لسان نوح بعد أن علمها الله آدم ، أو جبريل
على ما تقدم .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق