الاثنين، 31 يوليو 2017

بلاغة الترتيب في القرآن الكريم

بلاغة الترتيب في القرآن الكريم

من سير العلماء الإمام أحمد بن حنبل

من سير العلماء  الإمام أحمد بن حنبل

صورة



من سير العلماء

الإمام أحمد بن حنبل

(780 ـ 855 م)


هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المزوزي ولد في بغداد وتنقّل بين الحجاز


واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من 



العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً


أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".


فهو إذن، إمام أئمة الإسلام.


وعن إبراهيم الحربي، قال: "رأيت أحمد ابن حنبل، فرأيت كأنّ الله جمع له علم

الأوّلين 

والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء". ولم 

يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا.

مذهبه


مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي.


لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل


بالقياس إلا في حالات نادرة.

محنته



اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار


عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم.


وقد رأى أحمد بن حنبل ان رأي المعتزلة يحوِّل الله سبحانه وتعالى إلى فكرة مجرّدة لا


يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول 


رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من

المأمون وولاته.


وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن 


لا يلقاه ، لأنّ المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد.


وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ 


الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين 

يديه.

وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً . ولما تولى الخلافة الواثق، وهو


أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى 


أن توفّي الواثق .

وحين وصل المتوكّل ابن الواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم 


والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. 


وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكنّ الإمام رفض قبول 


عطايا الخليفة.

وفاته

توفي الإمام يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة ، وله من العمر سبع 


وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملأوا الشوارع.


وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق


وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.


وقد دفن الإمام أحمد بن حنبل في بغداد. وقيل انه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من 

اليهود والنصارى والمجوس ، وأنّ جميع الطوائف حزنت عليه، وأنه 

كانت له كرامات كثيرة وواضحة.

فعن ابنه عبد الله، قال: رأيت أبي حرّج على النمل أن تخرج من داره، ثم رأيت النمل 

قد خرجت نملاً أسود، فلم أرها بعد ذلك.


وعن الإمام أبي الفرج الجوزي ، قال: لما وقع الغريق ببغداد سنة أربع وخمسين 

وخمسمائة وغرقت كتبي ، سلم لي مجلد فيه ورقات من خط الإمام 


أحمد بن حنبل.


الإمام ابن حنبل بين فكّي التاريخ





كانت وقفة الإمام احمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه حملة تحريف الدين الإسلامي

وفي وجه هرطقة المعتزلة وتخبّطهم في علوم وخفايا الدين


وقفة 


عظيمة. وقد صمد الإمام بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة 

والإغراء.


من أشعاره وهو في السجن :


لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة


من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ

هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه

فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ

شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ

لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ

لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة

وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ

فيا أيها الساعي ليدرك شأوه

رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ

وقال عنه الأمام الشافعي:

أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً

وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ

وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً

فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ

مؤلفاته :

- المسند. ويحوي أكثر من أربعين ألف حديث.

- الناسخ والمنسوخ.

- العلل.

- السنن في الفقه.

خلاصة

كان الإمام أحمد عليماً بالأحاديث الأمر الذي وفّر له ثروة هائلة في العلم مكّنته من

الاستنباط. وقد وسّع باب القياس مما 



جعل الأحكام أقرب إلى مرامي الشارع ومقاصده المستوحاة من أعمال الرسول وأقواله


. وكانت هناك حاجة ماسة إلى أحكامه، لأنّ العرب تفرّقوا بين 


الأمصار التي فتحوها وفيها أمم وشعوب مختلفة. وقد قدّم الإمام أحمد الحديث على 


الرأي والقياس ولو كان ضعيفاً . كما انه أكمل مشوار الشافعي 


من ناحية تعظيم دور السنة في البناء الفقهي.

وكانت شخصية الإمام أحمد رمزاً للصمود والثبات على الإيمان الراسخ ورفض 


الأفكار الدخيلة على الإسلام والعقيدة الإسلامية.

plus.google.com


الأحد، 30 يوليو 2017

الملك الذي قتل 10 مليون انسان ولا يذكره الاعلام !

الملك الذي قتل 10 مليون انسان ولا يذكره الاعلام !


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏نص‏‏‏









ليوبيد الثاني ملك بلجيكا بين عامي (1865 و1909) , أستعبد سكان الكونغو في


 أفريقيا و عمد على إجبارهم للعمل في حقول المطاط و 


لقب 

بقاطع الايادي حيث كان يعاقب المستعبدين من أهل الكونغو الذين يتراخون في العمل 

بقطع أيادي زوجاتهم و أطفالهم .


و عرف عنه السادية بشكل لا يتخيله عقل , حيث كان يستجلب الاطفال الافارقة الى 

مزرعته و يجعلهم ينتشرون فيها ثم يقوم بقنصهم واحدا

 
تلوى الاخر ببندقية صيد , أو يجعلهم طعاما للاسود و الحيوانات المفترسة و كل ذلك 

لمجرد التسلية 

.
قتل ليوبيد الثاني أكثر من 10 مليون إنسان من سكان الكونغو بالتعاون مع شركة الهند 

البريطانية التى كانت شريكته في نهب ثروات 



الكونغو من عاج و مطاط و أيضا في قطع أيادي الالاف من شعب الكونغو .


ورغم هذه الوحشية المفرطة , يتم الاحتفاء به في بلجيكا و يوجد له ثمتال كبير في اكبر

 ميادين العاصمة بروكسل , كما


يتم التعتيم على جرائمه الوحشية .... من الارهابي اذا !!!

السبت، 29 يوليو 2017

اعراض البواسير

اعراض البواسير



اعراض البواسير



تسبب البواسير الألم، والحكة الشديدة، وصعوبة الجلوس، ويمكن أن تكون بسبب السمنة، أو مشاكل أخرى فى الشرج يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالبواسير.

ما هى البواسير؟
 

البواسير هى تورم الأوردة تقع حول فتحة الشرج أو فى المستقيم السفلى، وحوالي 50% من البالغين شهدوا أعراض البواسير قبل سن الـ50.
ولا يفضل استخدام الصابون لتنظيف فتحة الشرج عند علاج البواسير.والبواسير إما أن تكون داخلية أو خارجية، حيث إن البواسير الداخلية تتطور داخل فتحة الشرج أو المستقيم، أما البواسير الخارجية تتطور خارج فتحة الشرج.
البواسير الخارجية هى الأكثر شيوعًا والأكثر اضطرابًا، وتسبب البواسير الألم، والحكة الشديدة، وصعوبة الجلوس، ولحسن الحظ، فهى قابلة للعلاج.

أعراض البواسير
 

·      الحكة الشديدة حول فتحة الشرج
·      تهيج وألم حول فتحة الشرج
·      حكة أو ألم أو تورم بالقرب من فتحة الشرج
·      تسرب البراز
·      حركات الأمعاء المؤلمة
·      الدم على الأنسجة الخارجية
على الرغم من البواسير هى مؤلمة، فهى ليست مهددة للحياة وغالبًا ما تذهب بعيدًا من تلقاء نفسها دون علاج.

10 أعراض للسكتة الدماغية أبرزها الرؤية غير الواضحة والصداع الشديد

10 أعراض للسكتة الدماغية أبرزها الرؤية غير الواضحة والصداع الشديد


10 أعراض للسكتة الدماغية أبرزها الرؤية غير الواضحة والصداع الشديد





ذكر موقع "prevention " الطبى أن الإصابة بالسكتة الدماغية له عدد من الأسباب العامة والمرضية، فمن الممكن أن يصاب الشخص بالسكتة الدماغية نتيجة الضغط النفسى الشديد، أو التعرض لصدمات كبرى مثل الحزن أو موت قريب، أو نتيجة أسباب مرضية مثل ارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المسببة للسكتىة الدماغية.

وأضاف الموقع أن هناك عددا من الأعراض الكثيرة للسكتة الدماغية، التى لا بد من الانتباه لها قبل الوصول إلى مضاعفات كبيرة ومنها:
1 رؤية غير واضحة.
2 صعوبة فى التحدث.
3 ضعف فى الساقين.
4 خدر أو شلل فى جانب واحد من وجهك.
5 ألم فى وجهك، أو فى الصدر، أو الذراعين.
5 الارتباك أو صعوبة فى فهم ما يقوله الآخرون
6 الصداع المؤلم والشديد.
7 الدوخة.
8 الغثيان.
9 القيء.
10 فقدان الرائحة والطعم.

وأوضح الموقع أنه لا بد من استشارة الطبيب المختص فورا فى حالة ظهور هذه الأعراض للتدخل الدوائى أو الجراحى، وحتى لا نصل لمرحلة المضاعفات التى تسبب صعوبة فى التنفس، صعوبة فى البلع، تورم فى فمك أو الحلق، تورم الوجه.

الجمعة، 28 يوليو 2017

من سير الصحابه

من سير الصحابه عبد الله ابـن أم مكتـوم


صورة




هو الصحابي الجليل ( ابـن أم مكتـوم ) الأعمـى ، وهو الصحابي

الذي عُوتب فيه النبي صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات

من قِبل الله سبحانه ونزل في شأنه قرآن يُتلى إلى يوم القيامة ،

اسمه في المدينة عمرو بن قيس بن زائدة القرشي العامري و في

العراق اسمه عبدالله ، وهو قرشي مكي ، تربطه بالرسول صلى

الله عليه وسلم رحم ، فهو قريب من أقرباءه وابن خال أم المؤمنين

خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأمه عاتكة بنت عبد الله ، وقد

دُعيت بأم مكتوم ، لأنها ولدته أعمى مكتوما ، فكان ضريرا طول حياته.


إسلامه


شهد عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه مطلع النور في

مكة ، فشرح الله له صدره للإيمان ، فأسلم مبكرا، فكان من

المسلمين الأوائل ، وعاش محنة المسلمين في مكة بكل ما

حفلت به من تضحية وثبات وصمود وفداء ، وعانى من قريش

ما عاناه أصحابه من بطش وقسوة ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة

بعد مصعب بن عمير رضي الله عنهما ،

قبل أن يهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إليها

وقبل بدر قال البراء رضي الله عنه :

( أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه

وسلم مُصعب بن عمير وابن أم مكتوم ، فجعلا يُقرئان الناس القرآن )


عبس وتولى


لقد بلغ حرص ابن ام مكتوم رضي الله عنه على حفظ القرآن

الكريم ، أنه كان لا يترك فرصة إلا اغتنمها ، ولا سانحة إلا

ابتدرها ، وكان أحيانا يأخذ نصيبه من النبي صلى الله عليه

وسلم ونصيب غيره ، لرغبته القوية أن يكون مع النبي صلى

الله عليه وسلم دائما ، فالمؤمن لا ترتاح نفسه إلا مع المؤمنين .

ولقد كان صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة كثيرالتصدي

لسادات قريش ، شديد الحرص على إسلامهم ، فالتقى

ذات يوم بعتبة بن ربيعة وأخيه شيبة بن ربيعة ، وعمرو

بن هشام المكنى بأبي جهل ، وأمية بن خلف ، والوليد

بن المغيرة ، والد سيف الله خالد رضي الله عنه ، وطفق

يفاوضهم ويناجيهم ويعرض عليهم الإسلام ، وهو يطمع أن

يستجيبوا له ، لأنهم إن أسلموا أسلم معهم خلق كثير ،

وإن اقتنعوا بالإسلام ولم يسلموا ، فالحد الأدنى أنهم كفوا

أذاهم عن ضعاف المؤمنين الذين يعذبونهم آناء الليل وأطراف النهار .

وفيما هو كذلك أقبل عليه عبد الله بن أم مكتوم رضي الله

عنه يستقرئه بعض آيات الكتاب الكريم ، فرأى النبي صلى

الله عليه وسلم أن هذا الوقت غير مناسب ، و بإمكانه أن

يأتي في أي وقت يشاء غير هذا ، فاعرض عنه وعبس

في وجهه ، ثم تولى نحو أولئك النفر من قريش ، وأقبل

عليهم أملا في أن يسلموا ، فيكون في إسلامهم عز لدين الله ، وتأييد لدعوة رسول الله .

وما إن قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه معهم

وهَم أن ينقلب إلى أهله حتى أمسك الله حتى جاءه الوحي ،

ونزل عليه قوله تعالى : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ))

ست عشرة آية نزل بها جبريل عليه السلام على قلب النبي

صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن أم مكتوم رضي الله

عنه ، لا تزال تُتلى وسوف تظل تتلى حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

ومنذ ذلك اليوم ما فتئ النبي صلى الله عليه وسلم يكرم

منزل عبد الله بن أم مكتوم الذي عوتب فيه من فوق سبع

سماوات ، ويدني مجلسه إذا أقبل ، ويسأل عن شأنه ويقضي حاجته .


الآذان

كان بلال يؤذن وابن أم مكتوم رضي الله عنهما يقيم الصلاة ،

وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال الصلاة، ولكن بعد حين

وجه النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يؤذن هو الذي يقيم الصلاة .

وكان لبلال وابن أم مكتوم رضي الله عنهما شأن آخر في رمضان ،

فقد كان المسلمون في المدينة يتسحرون على أذان أحدهما ويمسكون

عند أذان الآخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم "



إكرام النبي له


لقد بلغ من إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم

رضي الله عنه أن استخلفه على المدينة عند غيابه عنها بضع

عشرة مرة ، كانت إحداها يوم غادرها لفتح مكة ، وهذه مرتبة

عالية جدا أن يختار النبي هذا الصحابي الجليل نائبا عنه في إدارة

شؤون المدينة في غيابه .


حبه للجهاد

في أعقاب غزوة بدر أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم

من آي القرآن ما يرفع شأن المجاهدين ويفضلهم على القاعدين ،

لينشط المجاهد إلى الجهاد ، ويأنف القاعد من القعود ، فأثر ذلك

في نفس ابن أم مكتوم رضي الله عنه وعز عليه أن يُحرم من ذلك الفضل وقال:

( يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت )

ثم سأل الله بقلب خاشع أن ينزل القرآن في شأنه وشأن أمثاله

ممن تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، فهو بحكم عاهته محروم من

هذه العبادة العظيمة ، فكان يتألم وكان يبكي ، وكان يسأل

النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يسأل ربه أن ينزل قرآنا في

شأن ابن أم مكتوم رضي الله عنه المعذور ، وشأن أمثاله ممن

تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد ، وجعل يدعو في ضراعة :

( اللهم أنزل عذري ، اللهم أنزل عذري )

فما أسرع أن استجاب الله سبحانه لدعائه ، حدث زيد بن ثابت

رضي الله عنه كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

( كنت إلى جنب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فغشيته السكينة ،

ونزل عليه الوحي ، فلما سُري عنه قال : " اكتب يا زيد "

فكتبت : (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ))

فقام ابن أم مكتوم وقال :

( يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ؟ )

قال فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله صلى الله عليه

وسلم السكينة ، ولما سُري عنه قال : " اقرأ ما كتبته يا زيد "

فقرأت (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ))

قال : اكتب (( غير أولي الضرر ))

فكأن من إكرام الله سبحانه أن يستجيب لهذا الصحابي الجليل ،

وينزل به وبأمثاله المعذورين ما يبرر قعودهم .

ورغم انه أُعفى وأمثاله من الجهاد ، فقد أبت نفسه أن يقعد

مع القاعدين ، وعقد العزم أن يكون مع المجاهدين ، وحدد لنفسه

وظيفتها في ساحات القتال فكان يقول :

( أقيموني بين الصفين ، وحملوني اللواء أحمله لكم وأحفظه

فأنا أعمى لا أستطيع الفرار )


الشهاده


في السنة الرابعة عشرة للهجرة ، عقد عمر بن الخطاب

رضي الله عنه العزم على أن يخوض مع الفرس معركة

فاصلة تزيل دولتهم وتزيل ملكهم ، وتفتح الطريق أمام

جيوش المسلمين ، فأمر الفاروق رضي الله عنه على الجيش

الكبير سعد بن أبي وقاص ، ووصاه وودعه ، ولما بلغ الجيش

القادسية ، برز عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه لابسا درعه

مستكملا عدته ، وندب نفسه لحمل راية المسلمين والحفاظ

عليها أو الموت دونها ، والتقى الجمعان في أيام ثلاثة قاسية

عابسة ، فكانت حربا لم يشهد لها تاريخ الفتوح مثيلا ،

حتى انجلى الموقف في اليوم الثالث عن نصر مؤزر للمسلمين ،

وكان ثمن هذا النصر المبين مئات الشهداء ، وكان من بين

هؤلاء الشهداء عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه ، فقد وجد

صريعا مضرجا بدمائه وهو يعانق راية المسلمين
جميع الحقوق محفوظة © 2013 عصام
تصميم : يعقوب رضا