فضائل ومعاني لا حول ولا قوة إلا بالله
إنها الحوقلة.. كلمة لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
هذه الكلمة العظيمة لها دلالات عظيمةٌ ومعانٍ جليلةٌ تشهد بجلالها، وتدل على كمالها وعِظم شأنها وكثرة فوائدها وفضائلها.
وإنَّ أحسن ما يُستعان به على الوقوف على فوائدها وفضائلها، وفَهْم ومعرفة معانيها ومقاصدها قولُ من لا ينطق عن الهوى النبيُّ المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فلِعِظَمِ فضلها عند الله، وكثرة ثوابها عنده، وما يترتب عليها من خيراتٍ متنوعةٍ وفضائلَ متعددةٍ في الدنيا والآخرة، فقد وردت نصوص كثيرة تنوعت في الدلالة على تشريف هذه الكلمة ورِفعة مكانتها، مما يدل على أنها كلمة عظيمة ينبغي على كل مسلم أن يُعنى بها ويَهتم بها غاية الاهتمام وأن يُكثر من قولها حيثما كان، فهي مفتاح كل خير، ولكن أغلب الناس عنها غافلون، بل هناك من يستخدمها في المكان الخطأ وليس في المكان الصحيح.
ومما يدل على فضل هذه الكلمة العظيمة:
*أنها كنز من كنوز الجنة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ).
ومن فضائلها: أنها من كنزٍ تحتَ العرشِ:
فعن أَبي ذر رضي الله عنه قال:"أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِسَبْعٍ..وأمرني أن أُكثِرَ من قولِ لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ فإنَّهنَّ من كنزٍ تحتَ العرشِ".
ومن فضائلها: أنها غرس مِنْ غِرَاسِ الجَنَّةِ:
عن أَبي أَيوب الأنصارِي رضي الله عنه أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ :"مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ، قَالَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
ومن فضائلها: أنها باب مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ:
عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:(ألا أَدُلُّك على بابٍ من أبواب الجنَّةِ؟ قلتُ: بلى، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ).
ومن فضائلها: أنها سبيل لحفظ النعم:
وقال المؤمن لصاحبه: ﴿ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾[الكهف: 39]، قال مالك: ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا.
ومن فضائلها: أنها تقي صاحبها من شياطين الجن والإنس عند الخروج من البيت.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقالُ له حسبُك، هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ ويتنحَّى عنه الشَّيطانُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ.
ومن فضائلها: أنها سبب في تكفير الخطايا:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(ما علَى الأرضِ أحدٌ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ إلَّا كُفِّرَت عنهُ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ).
الخطبة الثانية
ومن فضائلِ لا حول ولا قوة إلا بِالله أن من قالها بعد الحيعلتين دخل الجنة:
ففي صحيح مسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم:(إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ).
فهذه الكلمة العظيمة أيها الأحباب لا تنقضي فضائلها فعلى المسلم أن يلازمها حيثما كان فهي لا تحتاج منا كثير جهد.
فنسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا للإكثار من قولها وأن يرزقنا الإخلاص في ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه. (يتبع).
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/113207/#ixzz4saoJtbW9
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق