الوطن وتنميه حبه
الوطن الوطن في لِسان العرب لابن منظور هو موطن الإنسان ومحله، واصطلاحاً هو واقع مادّي جغرافي الملامح وجزء من الكرة الأرضية التي يتوطنها البشر منذ قرون في مجموعات مُتفاعلة ومتماسكة، لتحقيق مصلحة في بقعة أرضية ما تسمى الوطن. [١] توجد في الوطن الأرض التي يَنشأ عليها الإنسان ويَتوارثها، وهو المصدر الذي يُؤمّن للإنسان ضرورات الحياة من طعامٍ وشرابٍ ولباس ومأوى، وله تأثير في الأفراد وشخصياتهم، من حيث العادات والتقاليد والأعراف والمعتقدات، بالإضافة لتأثيرات الأرض والماء و الهواء والحرارة والأحياء بحيث تجعل لهم صورةً نمطيّة.[٢] [٣] [٤] يُسمّى الأشخاص غير مُنتمين للوطن إذا انتشرت في المجتمع بعض المشكلات، منها: [١] طغيان تمجيد الشخوص على المفهوم الوطني: حيث يتم الاهتمام بالأشخاص وأسمائهم أكثر من ترسيخ معاني الانتماء، وربط حب الأشخاص والسّمع والطاعة لهم بمفهوم حب الوطن. الجهل بأهمية التاريخ والجغرافيا الوطنيّة؛ فالكثير من المواطنين لا يعرفون حدود أوطانهم ومعالمها وآثارها، ويجهلون تاريخ الوطن وتأسيسه ومعاركه التي خاضها و الحضارات المُتعاقبة عليه. غياب مفهوم الوطن للجميع والّذي يجعل المُواطنين في موضع مسؤولية عن بناء الوطن والمشاركة في حل مشكلاته، بدلاً من إلقاء اللوم على المَسؤولين والجهات الحكوميّة، وجعلهم دوماً في موضع إهانة. الدين وحب الوطن العلاقة بين الدين وحب الوطن علاقة مترابطة؛ فكلّما ازداد إيمان الإنسان ازداد حبّه لوطنه نتيجةً لانعكاس الإيمان على كافة جوانب الحياة؛ فعندما أُخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة قال: (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ)[٥] لكنّ حب الوطن لا يعني التعّصب لشعبٍ دون شعب آخر، أو الدعوة للطائفية والعصبية القبلية، بل هو تشجيع على التّعاون بين المسلمين والتآلف والتآخي بينهم، وفيه تَحقيقٌ لمفهوم الاستخلاف .[٦][٧] واجبات المواطن يُعرّف علماء القَانون الواجب بأنّه التزام قد يكون ذا طبيعةٍ قانونيّة أو أخلاقية، وهو اللفظ المُقابل للحقوقِ التي يحظى بها مواطنو الدولة، والذي يدلّ على الأخلاق والقوانين التي يجب على المواطن الالتزام بها داخل المجتمع. من واجبات المواطن:[٨] [٩] المحافظة على مُمتلكات الدولة، وعدم إلحاق الأضرار البيئيّة. الالتزام بالقوانين وعدم مُخالفتها والدّعوة إلى تطبيقها. دفع الضرائب والرسوم. بناء الوطن ورفعته. المُشاركة في قضايا المُجتمع والدفاع عنها. أداء الخدمات كالخدمة العسكريّة. واجب حماية الحرية والدفاع عنها. حقوق المواطن للمواطن مجموعة من الحقوق التي يحقّ له المطالبة فيها، منها:[١٠] [١١][١٢] [١٣] الأمن: بازدياد الأمن واطمئنان الإنسان على دينه وماله وعرضه يزداد حبّ الوطن والانتماء إليه؛ فللبيوت حرمات لا يجوز اقتحامها، كما لا يجوز للدولة مُصادرة الأموال إلا بما يقتضيه القانون. الكرامة : حين يَشعر الفرد بالكرامة في وطنه، وحفظ حُقوقه وعدم الإساءة إليه فإنّ ذلك يُرسّخ مفهوم الانتماء والولاء للوطن. الكفاية الاقتصادية: حين لا يجد الإنسان في الوطن كفايته من الغذاء والدواء والتعليم والسكن، فإنّه سيضطرّ للرّحيل عن البلاد أو العيش في حالة فقر فيها؛ فعدم تَوافر فرص العمل ينتج عنه إحساس الفرد بالغُربة في بلاده كما يؤدّي إلى انعدام السعادة. حريّة التعبير عن الرأي. حقّ التصويت والانتخاب. المساواة أمام القضاء. لا يجوز حبس أحد واعتقاله إلا بما يتوافق مع نص القانون. حق العمل وتولّي المَناصب العامة، والحصول على أجرٍ مُناسب بالإضافة إلى حق الحصول على أيام عطل وإجازات. الوطن والمواطنة من المصطلحات المهمة المُتعلّقة بالوطن والانتماء إليه هي المواطنة، ولغةً هي مصدر الفعل وَطَنَ وتعني المُشاركة في المكان إقامةً ومولداً، أمّا اصطلاحاً فهي اتّفاق متبادل بين المواطن والدولة، يحصل بموجبه المواطن على حقوقه المدنيّة والسياسية والاجتماعية والصحية والاقتصاديّة والاجتماعية مقابل انتمائه لهذا الوطن والتزامه بوَاجباته اتجاهه. يتمثّل البعد السياسي للمواطنة بالأفكار التي تتشكّل لدى الفرد عن أحوال الوطن ومدى تأثُره وتأثيره فيها، بالإضافة إلى انتمائه للمؤسّسات والنقابات والأحزاب والجمعيّات الوطنية، وانتمائه للنظام وتأييده له أو مُعارضته والثورة عليه، كما يَظهر البُعد الثقافي للمُواطنة بالانخِراط مع الجماعة والتفاعل مع الوسط المحيط من خلال المظاهر المختلفة كالأكل واللباس والعادات والتقاليد والزي، بما يجعل جميع المواطنين يمثلون هوية الوطن الواحد. أما عن البعد الاقتصادي فيتجلى من خلال ما توفره الدولة من مقومات حياة كريمة للمواطنين.[١٤] تنمية حب الوطن عندما يُذكر الوطن وأهميّة حمايته يُذكر الشباب كأصل لحضارته، وعمود لتقدمه، ومصدر طاقته الدائمة المتدفّقة، الدافعة به في مصاف الدول المُتقدمة، لذلك من واجب الدول صناعة جيل شاب متعلّم ومثقف وقياديٍّ قادر على الأخذ بالوطن إلى الأمام. من طرق غرس مفهوم الانتماء وحب الوطن في الأجيال:[١٥] التربية على إدراك فضل الوطن بعد الله على الفرد وما قدّمه له، وتعزيز مبدأ رد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان. التآلف والتآخي والمؤازرة بين أبناء الوطن الذين يشكلون مع بعضهم درعاً واحداً لمواجهة الصعوبات. غرس الانتماء بطريقةٍ إيجابيّة عن طريق توحيد جهود البيوت والمؤسّسات والمدارس ووسائل الإعلام في نشر هذه القيمة . المشاركة الفعّالة في بناء الوطن بكافة الوسائل والسبل المتاحة؛ كالقول والعمل والفكر والمساهمة في رفعته ونهضته. التصدّي لكلّ ما يُهدّد أمن الوطن ويُخل باستقراره والعمل على رد العدوان بكافة الطرق الممكنة. بناءً على ما سبق فإنّه من الواجب على المواطنين فداء الوطن بأرواحهم، والجود بدمائهم رخيصةً لأجله، والمسارعة بالذبّ عن حياضه، مُقدّمين كل غالٍ ونفيس من أجل الحفاظ على حريته واستقراره، مجابهين كل تحدٍ يعوق دون رخائه.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق