بالفيديو والصور.. "الراقص مع الكلاب" فى وسط البلد.. "عبد الرحمن": الحيوانات بتحبنى أكثر من أبويا اللى طردنى عشان يرضى مراته".. "الكلبة الكبيرة بتطبطب علىَّ أحسن من البشر".. نفسى فى شهادة ميلاد وبحلم أكون "رسام"فى ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، يسير "عبد الرحمن" حاملا علبة كشرى، وخلفه خمسة من الكلاب، هو يأكل وهى تهز ذيولها، كأنهم عائلة واحدة يسيرون سويا ويجلسون سويا، وكأنما وجد معهم وفاءًا حرمته منه زوجة أب ظالمة.
قبل تعرفه على الكلاب، كان "عبد الرحمن نادى فكرى"، يكره اللحظة التى ولد فيها منذ 12 عاما مضت، لكنه الآن وجد فى الشارع بيتًا وصحبة، فمنذ ثلاث سنوات يأس الصبى وأخوه الذى يصغره بعامين من قسوة زوجة الأب الذى استسلم لرغباتها، حتى إنه طرد طفليه "عبد الرحمن" و"محمد" إلى الشارع بحجة إصلاح أحوالهما وتدريبهما على مواجهة الحياة، بينما الحقيقة أنه طردهما إرضاء لزوجته بعد أن تركت له البيت وخيرته بينها وبين الأولاد.
الكلاب أفضل من بعض البشر
قصة "عبد الرحمن" كما يرويها بلسانه لـ"اليوم السابع" تفسر "لماذا فضل الكلاب عن صحبة البشر"، فيقول: "أول ما نزلت الشارع قعدت عند واحدة اسمها شيماء معاها أوضة "غرفة" صغيرة استأجرتها بعد ما كنت بعيش فى الشارع، كنت بمسح عربيات وببيع مناديل وبصرف عليهم، وبعد ما حوشت 360 جنيه أخدتهم منى وقالتلى مالكش حاجة عندى وخدت منى كل هدومى، قلت أحسن حاجة أعيش مع الكلاب هما فيهم وفاء عن النبى آدمين".
"أنا مبسوط بالعيشة مع الكلاب أحسن من البنى أدمين" يقول عبد الرحمن،"فى ناس كتير لما بتشوفنى بتبعدنى عنها وتقولى امشى ابعد عننا وبيضربوا الكلاب وأنا بزعل عليهم أوى، أنا عايش مبسوط مع كلابى، عشان البنى أدمين مش عاوزين غير الفلوس وخلاص"
وأكمل الصغير حديثه: "بعد ما أفطر كل يوم لازم أروح أجيب للكلاب رجلين فراخ عشان يفطروا وساعات لو حد ادانى كنتاكى لازم أديهم الحته الحلوة اللى فيها لحمة مش العضم وخلاص هما برضو روح ، ساعات كتير أو لما بتعب بفضل قاعد مكانى ومابلاقيش حد يطبطب ولا يحن عليا غير الكلاب، والكلبة الكبيرة ساعات زى ما تكون بتطبطب عليا وبتكلمنى وأنا تعبان".
حنين لصورة الأم.. وكراهية قسوة أب
القسوة التى عاناها "عبد الرحمن" جعلته يكن لوالده بعضاً من الكره، بقوله "أنا مش ممكن أسامح أبويا.. مابحبوش، عشان ماشى ورا مراته وفضلها على ولاده، أنا لما أكبر واتجوز هربى عيالى ومش هسيبهم وهخليهم أحسن منى، يارتنى ما كنت كده، ياريت أمى كانت عايشة أو ياريتنى ما كنت أتولدت أصلاً".
الواقع، وتابع "كان نفسى أشوف أمى عشان تاخدنى فى حضنها زى العيال الصغيرة، ما شوفتهاش غير مرتين بس وكانت صورة مش حقيقة، لما بشوف طفل ماشى فى الشارع مع أمه وأبوه بزعل وبقول اشمعنى هو.. ربنا يخلى كل أم لبنتها وابنها".
هذا الحنين للعائلة يضاعف من آلام "عبد الرحمن" الذى واصل حديثه، "الحياة فى الشارع خلت الكل يبعد عنى حتى ولاد عمى وخالى، العيشة فى الشارع وحشة.. العيال بتشرب سجاير وبانجو والحمد لله أنا ماليش فى الحاجات دى، لكن فى واحد اسمه عبده بيجيب عيال وبيضربونى ويفتشونى وبياخدوا الفلوس إللى معايا ومابعرفش أشتغل منهم، لو عندى أوضة ماكنش حد ضربنى ولا خد فلوسى".
أحلام مخيفة وأمنيات بسيطة
ما يتمناه "عبد الرحمن"يختلف عما يتمناه كثير ممن هم فى مثل عمره، حيث يريد فقط سريرًا يوؤيه وغرفة تحجب عنه "أصوات الصراخ والعفاريت إللى فى الأحلام بتخوفه، ويجيب فيها بوتاجاز ودولاب يحط هدومه".
كما أرسل عبد الرحمن رسالة إلى أخيه الصغيرة قال فيها" أنا بحبك أوى ونفسى أشوفك ونقعد سوا فى أوضه واحدة مع بعض ونشتغل عشان لما نكبر نطلع حاجة كويسة، ونفسى أعمل شهادة ميلاد وأظبط نفسى وأبقى واحد محترم وأشتغل وأذاكر وأبقى إنسان كويس، عشان لما أكبر أعرف أتكلم وأكون كويس وأشتغل شغلانة حلوة بين الناس، أنا برسم حلو أوى ونفسى أطلع رسام".
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق