علم النفس التربوى اساليب متنوعه
في عصرنا هذا، تفرَّعت العلوم وأصبحت أكثر اختصاصاً، ممَّا وفَّر لدينا زيادةً في التركيز على أدقِّ الأمور، الأمر الذي أحدث تطوُّراً هائلاً في كافَّة مناحي الحياة؛ فظهور التفرُّعات الجديدة لم يقتصر على مجالات العلوم التجريبيَّة والطبيعيَّة فقط، بل شمل العلوم التربويَّة، والنفسيَّة، والعديد من العلوم الأخرى، فقد كان من الضروري أن تصاحب الثورة الكبيرة التي حصلت هذه الأيَّام –وأقصد هنا الثورة التقنية وظهور المفاهيم الجديدة كالعولمة- ثورةٌ في المفاهيم الأخرى؛ كالمفاهيم النَّفسيَّة، والدينيَّة، والتربويَّة، بل وحتَّى ثورةٌ في قراءاتنا التاريخيَّة المتعدِّدة. من أبرز العلوم الفرعيّة في يومنا الحالي هو ذلك العلم الذي يتفرَّع ابتداءً عن علم النَّفس والذي يعرف باسم علم النفس التربويِّ. علم النفس التربويِّ يعتبر علم النفس التربويِّ أحد أهمّ فروع علم النفس، وواحداً من أهمِّ العلوم سواءً النظريَّة أو التطبيقيَّة –كونه يجمع بين الجانبين-، والأكثر استعمالاً وتطبيقاً على أرض الواقع؛ وذلك كون هذا العلم يلامس شريحةً هامَّة جدَّا، ومرحلةً عمريَّة تعتبر أساساً لما بعدها؛ حيث يهتمُّ علم النفس التربوي في السعي إلى إيجاد الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها سبر أغوار قدرات الأجيال الصاعدة، وتربيتهم، وصقل مواهبهم، وإبداعاتهم. أهميّة علم النفس التربوي أهميَّة علم النفس التربوي بالنسبة للمعلّم: لهذا العلم أهميَّة كبيرةٌ بالنسبة للمعلِّمين؛ حيث يعمل علم النفس التربويِّ على تنحية ما علق بالعملية التربوية وما شابها من أفكار قد تكون بنيت على أسسٍ خاطئة، كما ويُزوِّد علم النفس التربويِّ المعلِّم بعددٍ من المبادئ التي تساعده على تأدية عمله خير تأدية، إلى ذلك فإنَّ علم النفس التربوي يُكسب المعلِّم قدراتٍ في فهم ووصف العلميَّة التربويَّة، ويعمل علم النفس التربويِّ أيضاً على تدريب المعلِّمين على التفكير العلمي الّذي يقود إلى النتائج المنطقية، وأخيراً يساعد علم النفس التربوي المعلم على التنبؤ بسلوكيّات الطلاب. أهميَّة علم النفس التربويِّ تكمن في كونه يساعد الأطفال على تلقِّي العادات السليمة والاتّجاهات الصحيحة. تطوير عمليَّة التعليم وإكسابها أبعاداً جديدةً غير تلك التي كانت عليها فيما مضى، بالإضافة إلى تطوير الحس النقدي لدى التلاميذ؛ حيث يعتبر غياب هذا الحس مأساةً كبيرة تحلُّ على المجتمع إن غاب عن جماعةٍ كبيرةٍ من أفراده، فهو ضمان استمرار عمليَّة التحسين والتطوير، وهو الكاشف الرئيسي عن مكامن الأخطاء والعيوب المختلفة. لا بدَّ في النهاية من التنويه إلى أنَّ مثل هذه العلوم لا تلقى ذلك الاهتمام الكبير في مجتمعاتنا العربيَّة، ولعلَّ هذه العلوم تحمل لنا الخلاص من المستنقعات التي نعيش فيها.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق